آلاف الأنصار يقبعون بمطار هواري بومدين للحصول على تذكرة السفر

جاءوا من كل حدب وصوب، فرقتهم جغرافيا مناطق الوطن وجمعهم تاريخ 18نوفمبر، اختلفت أعمارهم وجمعهم حب الوطن، يبكون تارة ويضحكون تارة أخرى وأهازيج الأغاني الوطنية لا تفارق ألسنتهم، رغم ملامح التعب البادية على وجوههم لقلة النوم والأكل، جعلوا من مطار هواري بومدين مكان التقائهم الذي تجمعوا فيه عشرات الآلاف للظفر بتذكرة الالتحاق بمناصري الخضر في السودان.
الطريق إلى المطار لم يكن سهلا، تنقلنا إليه صباحا بعد الأخبار التي تناقلتها الألسن بإقدام المناصرين على تكسير مبناه، الطريق كان مكتظا عن آخره، فبالإضافة إلى السيارات التي كانت تحمل المناصرين، كان عدد معتبر من هؤلاء على الأرصفة والمساحات الخضراء، بعد أن قضوا الليل في المنطقة في انتظار الحصول على التذكرة.
48 ولاية بمطار العاصمة
كنا نعتقد في البداية بأننا سنلتقي الأنصار المتواجدين على مستوى العاصمة فحسب، لعلمنا المسبق بأن بقية الولايات قد تكفلت بمناصريها، إلا أن هؤلاء لجأوا إلى العاصمة وبأعداد مذهلة بعد إعلامهم من قبل وكالات ولاياتهم أن التذاكر قد نفدت جاءوا من سطيف، وعين أمناس، وهران، وسيدي بلعباس... تنقلوا عبر الوكالات المختلفة التي تحدثت عنها الجوية الجزائرية بالعاصمة، من ساحة أودان إلى ملعب 5 جويلية فمطار هواري بومدين أين استقروا وأقسموا على عدم المغادرة دون تذكرة التنقل إلى السودان.
أحد الشبان قدم من مدينة العلمة بولاية سطيف، كان حماسه أكثـر من سنه بكثير، ذكر لنا أنه قضى يوم أول أمس بملعب 5جويلية بهدف الحصول على تذكرة بعد رفض وكالة سطيف منحه إياها ووجهته إلى العاصمة، انتظر طويلا، وفي الرابعة صباحا أبلغه القائمون هو وبقية الأنصار بالتوجه إلى المطار للحصول على التذكرة هناك بسبب إجراءات جديدة أقدمت عليها هذه الأخيرة، وهو نفس ما ذهب إليه شاب آخر من مدينة عين أمناس بإليزي الذي طالب بالإفراج عن التذاكر للالتحاق بالفريق الوطني.
قلق وغضب ومشادات مع قوات الأمن
تعرضت أبواب المطار لكسر زجاجها الخارجي بالإضافة إلى استهداف المصاعد الكهربائية التي وجدناها معطلة بالكامل، وقد وقعت هذه الأحداث ليلة أول أمس عندما احتشد الأنصار القادمون من ملعب 5 جويلية. في البداية التزم الجميع بالطوابير التي امتدت إلى مخرج المطار، إلا أن حماس الأنصار، حسبما ذكره لنا أعوان الأمن المتواجدون على مستوى هذا الأخير، هو ما دفع كل واحد منهم لمحاولة المرور قبل الآخرين، لتتنقل فرق مكافحة أعمال الشغب إلى المكان بعد تأزم الوضع، الأمر الذي أدى بعد ذلك إلى توقيف جميع الإجراءات وتطويق المبنى بالكامل بقوات الأمن، وفي هذا أكد لنا موظف بالخطوط الجوية ''حتى نحن منعنا من الدخول بعد حادثة المشادات وتوقفت كل الإجراءات التي كنا بصدد القيام بها لتهدئة غضب المناصرين'' فيما ذكر العديد من الأنصار أن جوازات سفرهم محجوزة عند المصالح المعنية ولا يعرفون مصيرها لحد الآن ومخاوفهم كبيرة في عدم الظفر
بتذكرة توصلهم إلى أشبال سعدان.
فتيات فضلن المناصرة على الدراسة
من قال إن كرة القدم للرجال فقط يجد نفسه بمطار هواري بومدين أمام حقيقة مغايرة، فقد تجندت المئات من الفتيات للالتحاق بالسودان، ومن خلال لقاء معهن بـ''الخبر '' أكدن أنهن كن مقبلات على الامتحانات، ومع ذلك تخلين عن كل شيء مقابل مناصرة الفريق الوطني، إحداهن ذكرت لنا أنها ستتنقل برفقة والدتها التي دفعت مستحقات السفر، في حين أضافت أخرى أن والديها هما من شجعها على التنقل.
ورغم أنها ستجتاز امتحان بالجامعة يوم السبت، إلا أنه لم يعد يهمها هذا الامتحان بقدر رغبتها في فوز الخضر ومناصرتهم لآخر لحظة، عددهن كان لا يحصى، وأكدوا لنا أن الطائرة التي تنقلت صباحا كان أغلب مسافريها من الجنس اللطيف، كانوا ينتظرون برفقة أهاليهم وبقية المناصرين أمام مصلحة الخطوط الجوية التي كانت هي الأخرى تنتظر التعليمات الفوقية لمنح التذاكر للمناصرين عبر رحلات ستمتد إلى اليوم صباحا.

» مليونا طلب للتوجه إلى الخرطوم مقابل 10 آلاف تذكرة
» احتجاجات واعتصامات.. ومقرات وكالات السفر والخطوط الجوية والدوائر تحت الحصار
» خطة مصرية لزرع سودانيين وسط الأنصار الجزائريين
» المناوشات بين الأنصار الجزائريين والمصريين بدأت في الخرطوم
» رابح سعدان تواجد الأنصار سيحفز اللاعبين''